شرطة سيئول تنشر المئات من عناصرها بالشوارع تحسباً لمسيرات عيد العمال
شرطة سيئول تنشر المئات من عناصرها بالشوارع تحسباً لمسيرات عيد العمال
شهدت العاصمة الكورية الجنوبية سيئول استعدادات أمنية مكثفة اليوم الأربعاء تحسبًا لمسيرات ضخمة بمناسبة عيد العمال، المقررة بعد ظهر الأول من مايو.
وأعلنت شرطة العاصمة أن المظاهرات ستبدأ عند الساعة الثانية بعد الظهر، في منطقة "جونج" وسط المدينة، وفق ما أفادت به شبكة "كيه.بي.إس. وورلد" الإذاعية.
وتخطط الجماعات المدنية المنظمة للاحتجاجات لتنفيذ مسيرة واسعة عبر عدة شوارع مركزية بعد انتهاء التجمعات، وهو ما يُتوقع أن يؤدي إلى اختناقات مرورية شديدة، لا سيما في مناطق مثل "سيجونج دايرو"، و"إيولجيرو"، و"جونجنو"، التي تُعد من أكثر الطرق حيوية في العاصمة الكورية.
وأعلنت السلطات الأمنية عن نشر نحو 220 رجل شرطة مرور للمساهمة في إدارة التحويلات المرورية، وضمان انسيابية السير والحفاظ على النظام العام في ظل التوقعات بارتفاع أعداد المشاركين في الاحتجاجات.
دعوة لاستخدام المترو
في إطار الإجراءات الوقائية، دعت الشرطة سكان سيئول والزوار إلى استخدام مترو الأنفاق قدر الإمكان، وتجنّب التنقل بالسيارات في المناطق المحيطة بموقع المسيرات.
كما أوصت بالاطلاع المسبق على تحديثات الحركة المرورية عبر الخط الساخن لشرطة العاصمة أو الموقع الرسمي أو قناة "كاكاو توك" المخصصة لذلك.
تعد كوريا الجنوبية من أبرز الاقتصادات الصناعية في آسيا، حيث شهدت نموًا اقتصاديًا متسارعًا منذ ستينيات القرن الماضي، ما أدى إلى تطور كبير في قطاعات التصنيع والتكنولوجيا والخدمات. ومع ذلك، لا تزال التحديات الاجتماعية والاقتصادية تؤثر على حياة العمال.
الوضع الاقتصادي والعمالي
يُعد الاقتصاد الكوري الجنوبي عاشر أكبر اقتصاد في العالم، ويعتمد بشكل رئيس على الصادرات، خصوصًا في مجالات الإلكترونيات والسيارات وبناء السفن، إلا أن البلاد تواجه تحديات تشمل شيخوخة السكان، وتراجع معدل المواليد، وتفاقم عدم المساواة في الدخل، مما يؤثر على الطبقة العاملة، كما أثرت الضغوط العالمية مثل التضخم وأزمات سلاسل التوريد على القوة الشرائية للمواطنين.
يواجه العمال الكوريون الجنوبيون ظروف عمل شاقة تتمثل في ساعات عمل طويلة، وتوظيف غير مستقر، وارتفاع معدل العقود قصيرة الأجل، خاصة بين الشباب والنساء والمهاجرين، وتبرز مشكلات مثل تدني الأجور النسبيّة للعمال غير النظاميين، وغياب تغطيات الضمان الاجتماعي لبعض الفئات، كما تشهد البلاد من حين إلى آخر احتجاجات عمالية تطالب بتحسين شروط العمل، والحد الأدنى للأجور، وتثبيت المؤقتين.
ويُحتفل بعيد العمال في كوريا الجنوبية في الأول من مايو، وهو يوم مدفوع الأجر لغالبية العمال، رغم أنه ليس عطلة رسمية على مستوى الدولة، وغالبًا ما يشهد هذا اليوم تنظيم مظاهرات ومسيرات من قبل النقابات العمالية، تطالب بتحسين أوضاع العمل، وزيادة الأجور، وتعزيز الحقوق النقابية، وتثبيت العمال المؤقتين، خاصة في ظل استمرار التفاوت الاجتماعي والاقتصادي.